العودة المدرسيّة 2024-2025
La rentrée scolaire-العودة المدرسيّة 2024-2025
مع اقتراب انتهاء العطلة الصيفية تتجه الأنظار في مختلف الأسر والأفراد إلى موعد سنوي يعد من أبرز الأحداث بالنسبة للتلاميذ والأولياء.. الحديث هنا عن العودة المدرسية. موضوع يحمل في طياته أبعادا وجوانب مختلفة. نسق الاستعداد يأخذ منحى مختلفا ومتفاوتا عند أغلب التلاميذ والأولياء..
كيف لا باعتبار وأن العودة المدرسية تشكل معطى أساسيا لدى العائلة التونسية باعتبارها انطلاقة جديدة لسنة دراسية مقبلة تحمل في ثناياها آمالا وطموحات بين تلميذ يهدف إلى تحقيق انطلاقة مثالية تضمن له النجاح والتميز منذ البداية وبين آخر يأمل ربما في تجاوز صعوبات السنة الدراسية الماضية أو حتى تجاوز عثرة أو التعلم من أخطاء الماضي وبين ولي يبقى هدفه الأول والوحيد هو أن تكون هذه العودة المدرسية فاتحة خير وتمر في أفضل الظروف والأحوال والأهم من ذلك هو انتهاؤها على أفضل وجه بالنّجاح والتّميّز لجميع التلاميذ في مختلف المراحل.
ونحن إذ نطرح هذه المسألة فإننا نراهن على الكشف عن مختلف الجوانب والأبعاد الكفيلة بتحقيق مختلف الأهداف التي سبق ذكرها والإشارة إليها فكيف ينبغي أن أستعدّ للعودة المدرسية ؟ أي تأثير تحدثه العودة المدرسية على التلميذ بدرجة أولى وعلى الولي أيضا ؟ وما الذي يستوجب القيام به لضمان عودة مدرسية ناجحة ومميزة وتنتهي إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها؟
الاستعداد للعودة المدرسية
تمثل العودة المدرسية نقطة تحول في المسيرة الأكاديمية والتعليمية للتلميذ
وأولياء الأمور، يزداد الحماس وترتفع درجة التخطيط، وعليه، ينبغي على كلّ منهما أن يقوما بجملة من التحضيرات لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه المرحلة
*التحضير النفسي والذهني للتلميذ لمرحلة العودة المدرسية
قبل هذه الفترة والحديث هنا عن العودة المدرسية، ينبغي على التلميذ أن يعطي أولوية بالغة الأهمية للجانب النفسي والذهني
بعد فترة الراحة والاستمتاع بالعطلة الصيفية والترفيه عن النفس لا بد للتلميذ أن يولي أهمية قصوى لهذا التحول الذي سيشهده والمتمثل في العودة إلى مقاعد الدّراسة..
هذه العملية ينبغي أن تتم تدريجيا كتعويد النفس على بعض الممارسات التي يمكن أن تبدو بسيطة لوهلة أولى ولكن تأثيرها يملك ذلك القدر الواسع والكبير من الأهمية.. يمكن أن تتمثل هذه العادات مثلا في تنظيم مواقيت النوم والأكل ومنح الجسد راحته التي يستحق وغيرها من السلوكيات التي تنطوي في مربع حسن الاستعداد والتحضير للعودة المدرسية والسنة التعليمية الجديدة.

*الاستعداد المادي.. توفير مستلزمات العودة المدرسية
إذا رأيت الطوابير أمام المكتبات ومحلات الملابس فاعلم أن العودة المدرسية على الأبواب.. إذ أن الإقبال على توفير المستلزمات المدرسية من كتب وأقلام ومستلزمات متعددة ومتنوعة تختلف حسب الأقسام والمستويات
يعتبر مؤشرا ومنطلقا لبداية التحضير لحدث العودة المدرسية.
وهنا نجد أنفسنا أمام تلك المعادلة الصعبة التي يوضع فيها الولي وسط غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية وتهاويها وبين عنصر مهم وركيزة أساسية لا مفر منها وهي توفير مستلزمات العودة إلى مقاعد الدراسة.
الأمر عينه بالنسبة للملابس وغير من المشتريات، تختلف الأذواق وتتعدد ولكن يجدر بنا الإشارة إلى مراعاة مختلف الجوانب وخاصة منها في هذا الإطار هو الجانب المادي الذي يعتبر الولي هو القائم والمسؤول الأول عنه.
مهمة تستوجب منا استشعار المسؤولية والأخذ بعين الاعتبار لما يقوم به الأولياء من مجهودات حثيثة لتوفير كل متطلبات النجاح والتميز وأفضل الظروف لتأمين عودة مدرسية مريحة للأبناء.
*تحديد الأهداف : ما الذي أريد تحقيقه من هذه العودة المدرسية ؟
التخطيط ورسم الأهداف.. مفهومان أساسيان ينبغي ترجمتهما خلال الاستعداد للعودة المدرسية.. ماذا أريد من هذه الفترة ؟ وما الذي ينبغي عليّ تحصيله لكي تكتسب العودة المدرسية صفات النجاح والتوفيق ؟
حدد أهدافك منذ البداية، لأن أفضل انطلاقة تحققها ستكون عنصرا وعاملا أساسيا تتواصل مزاياه إلى غاية آخر السنة الدراسية..
يؤكد الخبراء والعلماء في هذا السياق على أن النتيجة هي انعكاس للبدايات فبالدرجة التي يكون فيها إصرارك على اقتلاع النجاح وضمان التميز والعمل بجد وجهد للوصول إلى هذه النقطة، بقدر ما ستجني ثمار هذا العمل مستقبلا وتدريجيا وعلى امتداد السنة الدراسية.
ولعلّ مبدأ التخطيط يتماهى مع عنصر الوقت..
تنظيم الوقت خلال هذه الفترة يجعلك قادرا على المسك بزمام الأمور مثلا جدير بك أن تضبط مواعيد المراجعة أو التحضير لكل درس على حدة..
اضبط جدولا زمنيا محددا يساعدك على تحقيق هذه الفكرة خاصة وأن السيطرة على الوقت والتحكم فيه سيمنحك أفضلية وأريحية يومية تساعدك على التخفيف والتقليل من الضغط الذي يمكن أن تتسبب فيه الرزنامة المدرسية.

العودة المدرسية.. نصائح لمواجهة التحديات
تعتبر العودة المدرسية بمثابة نقلة نوعية في نمط حياة التلميذ والولي على درجة السواء.. في هذا الإطار إليك أفضل الخطوات لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تعترضك في سبيل ضمان أفضل عودة لمقاعد الدراسة.
*التكيف مع الروتين الجديد للتقليل من الضغط والتوتر
التخطيط المحكم يقودك إلى أفضل البدايات، لا تدع مجالا للصدفة وستلحظ ثمرة مجهوداتك منذ البداية.. إن حسن إدارة برنامج التحضيرات المرتبط بالعودة المدرسية يطرح نفسه بقوة..
التكيف مع الروتين الجديد الذي تفرضه العودة المدرسية يتطلب استعداد ممنهجا ومسبقا.. الحديث هنا عن الانطلاق بنسق تصاعدي في القيام ببعض التمارين التي تنشط الذاكرة وتستحضر المفاهيم أو حتى تخلص إلى مراجعة الدروس في برامج السنة الدراسية السابقة في ثلاثيها الثالث والأخير بما يضمن انطلاقة فعلية مبنية على أسس وركائز أساسية ومتينة تسهل العمل وتمنحك الأريحية.
*بناء العلاقات والروابط الاجتماعية
تمثل العودة المدرسية فرصة لمختلف التلاميذ لبناء روابط وصداقات جديدة أو ربما إعادة إحياء هذه العملية بعد فترة العطلة الصيفية..
تختلف العملية هنا حسب شخصية التلميذ كل حسب طبعه.. ويمكن للأيام الأولى خلال العودة المدرسية أن ترسم خارطة وطبيعة العلاقات بين التلاميذ. تعتبر العودة المدرسية فرصة للتعرف على زملاء جدد يتقاسمون معك سنة دراسية بتحدياتها وأهدافها المشتركة فيما بينكم.
لذلك يبقى من الجلي أن يقوم كل فرد ببناء روابط مبنية على الاحترام المتبادل بين كل الزملاء سواء في المدرسة أو المعهد
الأولياء.. المسؤولية لا تقف هنا
لا يقتصر دور الولي على توفير المتطلبات المادية لضمان نجاح السنة الدراسية.. المسألة تتجاوز ذلك البعد المادي الضيق لتخلص إلى قيمة يعتبرها الخبراء والمختصون مقوما أساسيا لإنجاح العودة المدرسية..
الحديث هنا عن الحوار.. تلك القيمة الأساسية التي ينبغي أن تجسد على أرض الواقع
*التهيئة والتحفيز.. شحنة معنوية أساسية
كولي، يتوجب عليك أن تخصص الوقت اللازم والكافي للحديث مع أبنائك..
أن يستشعر التلميذ المسؤولية، تجعله يولي اهتماما بالغ الأهمية لحدث العودة المدرسية..
حاول أن تبرز له أهمية الانطلاقة الجديدة في هذه الرحلة التعليمية التي يخوضها وأنه مقبل على تحديات واستحقاقات يملك القدرة على تجاوزها والتغلب عليها.
تثمين المجهودات وبث شحنة من التشجيع والمؤازرة من شأنها أن تكسب التلميذ ذلك الزاد الكافي من الطاقة والثقة التي تجعله يقبل على مرحلة العودة المدرسية بنشاط وحماس ما يضمن له الاستمرارية وتقديم أفضل ما يملك من مجهودات لتحقيق نتائج طيبة ومتميزة
تعد العودة المدرسية موعدا مهما تنقسم فيه المسؤوليات وتختلف حسب الأطراف المتداخلة في هذه العملية ولئن كان حديثنا هنا يتمحور بالأساس حول جانب الأولياء والتلاميذ فإن المسألة أيضا يمكن أن تتشعب وتتفرع وتصل إلى الإطار التربوي والإداري ومختلف الأطراف والهياكل المعنية بالعودة المدرسية أو تلك التي تربطها جوانب وأبعاد بهذا الحدث..
ويبقى الهدف الأساسي والوحيد والذي نولي له الاهتمام الأبرز هو التلميذ، لما لهذا الحدث من تأثيرات، سواء على المدى القريب أو البعيد، من شأنها أن تكون عنصرا محددا في ضمان النجاح والتميز لذلك يجب على الجميع حسن استغلال كافة الظروف والالتزام بجملة النصائح التي سبق تقديمها من أجل تحقيق أفضل انطلاقة لأفضل رحلة تعليمية.