العطلة الصيفية
نصائح لقضاء عطلة صيفية استثنائية
توطئة
بعد سنة دراسية حافلٍة بالاجتهاد و العمل و الإرهاق يقوم بعض التلاميذ بتكريس فصل الصيف للترفيه والمرح معتبرين هذه الفترة الزمنية مخصصة للاستماع بالبحر و الرّاحة دون القيام بأي نشاط آخر،ورغم طول العطلة فإن البعض قد يتغاضى عن قيمة الوقت المتاح لهم خلالها فيتجاهلون أهمية تجديد طاقتهم وشحذ قدراتهم
فكيف يمكن استغلال العطلة الصيفية بشكل صحيح و مثمر ؟
مما لا شكّ فيه أن فترة العطلة الصيفية طويلة و تكثر فيها أوقات الفراغ، مما يشعر التلميذ في بعض الأحيان بالملل و الضجر والرتابة فيميل البعض إلى الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية التي تعود عليه بالضرر لاحقا. لذلك عليك أن تدرك أنّ حسن التّصرف في ذلك الوقت من شأنه أن يشعرك بمدى أهمّية الشيء الذّي تقوم به، وإليك بعض المقترحات التي قد تمكنك من قضاء العطلة بنسق منتظم و مُجِد
اذهب للسباحة و التّمتع بالبحر
فالجميع ينتظر فصل الصيف من أجل قضاء أوقات ممتعة في البحر ؛ فما بين نسائم البحر وشواطئه منافع عدّة : فعلى الشاطئ يقبل الكثيرون على ممارسة أنشطة ترفيهية و المشاركة في المسابقات التي تجرى فَتُحيي في النفوس روح المنافسة و تؤجج بداخلها الحماس ، فالقيام بهذه الأمور له عدّة فوائد نفسية و جسدية و عقلية، كما يسهم في ترفيع مستوى انتاجك و ابتكارك ؛ حيث تساعدك المسابقات التي تنظم على شواطئ البحر على تحسين امكانياتك الفكرية و تجديد حماسك و تعزيز روح التّحدي لديك و من جهة أخرى فإنّ للبحر فوائد عديدة لتحسين مزاجك وحالتك النفسية إذ يعمل على تخفيف مستوى التّوتر لديك ، فإذا كنت تتمتع بروح المغامرة والرغبة في خوض عالم البحر يمكنك المشاركة في الأنشطة المائية. كما أنّ المشي على شاطئ البحر يساعدك على الاسترخاء و التأمل، وبالتالي اتخاذ القرارات الصائبة
لكن الحذر مطلوب فلا تعرض جسدك لأشعة الشمس الحارقة واحسن اختيار أوقات النزول إلى البحر حتى لا تتعرض الى ضربات الشمس المحرقة أو إلى الصداع الشديد
ولا يقتصر الأمر على الذهاب والاستمتاع بالبحر فقط ، بل هنالك عدّة ممارسات أخرى يمكنك القيام بها من أجل قضاء عطلة الصيف بأسلوب ناجع وممتع في آن الوقت
خطّط للقيام برحلات عائلية خلال فصل الصيف
فهي من الأشياء الممتعة و فرصة قيّمة لمزيد الاكتشافات و التعرف على مختلف مناطق البلاد او الحضارات الاخرى، كما تعدّ أيضا سبيلا للراحة وتزكية للعقل فكما روي عن الرّسول صلى الله عليه و سلّم أنّه قال : (سافروا تصحوا )
فعلى عكس المكوث في المنزل دون اكتساب معارف متنوعة ، فإنّ الرحلات العائلية تساعدك كثيرا على توسيع مداركك العقلية، و تكسبك فهما أعمق للتنّوع الثقافي في جهات بلادك و العالم
كما أنّ للرحلات العائلية دورًا كبيرًا في تطوير مهاراتك الاجتماعية وتحسين فنون التّواصل و التّفاعل الاجتماعي لديك وهو ما يكسبك الثقة بنفسك و يعزز فيك القدرة على التّعايش و التّكيف مع مواقف مختلفة وفئات مختلفة في لغاتها وثقافاتها و اتجاهاتها
شارك في التظاهرات الصيفية و الجمعيات
أثناء عطلة الصيف فهي من الطرائق الضرورية التي تمكّنك من المحافظة على نشاط عقلك و توسيع دائرة معرفتك و تطوير مهاراتك كالقدرة على تنظيم الوقت والحثّ على العمل الجماعي تجنّبا للخمول و الكسل؛ فكلّما حافظت على سلامة عقلك كلّما كنت على استعداد لتقبّل المزيد من المعلومات
إنّ المشاركة في الجمعيات ، تتيح لك الفرصة للتواصل و التّعامل مع أشخاص من مختلف الأعمار مما يزيد ثقتك بنفسك و يعزّز فيك الوعي الاجتماعي و الشعور بالمسؤولية، ومن خلال بناء علاقات اجتماعية يمكنك التّعرف أيضا على أصدقاء جدد ،و تبادل الأفكار و الاهتمامات معهم و هذا ما يسهم في زيادة التطوّر الفكري و يكون مصدرا للتّحفيز و دافعا لتحقيق أهدافك
لا تتغاضى عن مدى أهمّية الانضمام إلى الدورات التكوينية و ضرورة المطالعة أثناء عطلة الصيف و دورها في تنمية قدراتك العقلية و تحصيل مزيد من المعرفة، فكثيرا ما يقوم التلاميذ باستغلال الصيف في المراجعة محاربةً للتبلّد الفكري الذّي من المحتمل حدوثه إثر عودتهم إلى المقاعد الدّراسية
إضافة إلى ذلك فإنّ الدّورات التكوينية توفّر لك فرصة لتوسيع آفاقك الثقافية و تعمل على تحفيزك على الإبداع والتطور الفكري الذّي من خلاله تكون قادرا على التحليل و التّفكير في مختلف المسائل و استنباط أفكار مناسبة لها، و يعني ذلك أنّ زيادة نسبة المطالعة ، تحسّن درجة فهمك للنصوص و تطور قدرتك على الاستيعاب بشكل أيسر و هذا ما يستعين به أغلب التلاميذ خلال عطلة الصيف
تمسّك بقضاء شعائرك الإيمانية
كحفظ القرآن و القيام بالعبادات اللازمة والمشاركة في الخدمات التطوّعية و زيارة الأهل و الأقارب فمن أسس الحياة ترسيخ هذه العادات ضمن نشاطاتك اليومية؛ حيث أنّ تقديم يد المساعدة و إعانة إخوانك تعود بالخير و النفع لك و لغيرك
كما ذُكر أنّ الرّسول صلى الله عليه و سلّم قال( واللَّهُ في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ).
مما لا شكّ فيه أنّ عطلة الصيف تعدّ من أهمّ و أطول العطل الدّراسية، قد تشعر فيها بفراغ شديد و ملل مقيت ، لذلك من المهم التفكير في استغلالها استغلالا نافعا و مجديا يعود عليك لاحقا بالخير العميم واعلم انك كلّما تقرّبت من الله بالعمل النافع، كلّما كان الله معك {و إذا فرغت فانصب و إلى ربّك فارغب .} الآية 7 من سورة الشرح
من المحبّذ جعل عباداتك أول اهتماماتك، فهذا يشعرك بكيانك أكثر و يخلق توازنك و يحقق لك استرخاء وسكينة ويعمل على تهدئة عقلك و توفير الإحساس بالسلام الدّاخلي بعيدا عن كل الضغوطات
هنالك العديد من النّشاطات التي يمكنك القيام بها خلال عطلة الصيف، فمن المهم تحديد نظام يومي للاستمتاع بقضائها و استغلالها فيما يعود عليك وعلى غيرك بالنّفع، و لتعلم أن الهدف من عطلة الصيف يبقى دائما الجمع بين الاستمتاع بالرّاحة واستثمار الوقت بشكل جيّد في ذات الوقت وذلك استعدادا لبداية سنة دراسية جديدة مليئة بالنّشاط والجدية والتألق لتكون قادرا على توظيف مهاراتك و مكتسباتك المعرفية التي تمّ شحذها و تطويرها خلال الصيف
فإذا كانت لديك نشاطات أخرى تعتمدها خلال عطلتك الصيفية ، شاركها معنا